( أزمة اللحوم ) ،،،
هو المصطلح الحقيقي الذي أطلقه على ما يشهده هذا المجال الغذائي الحيوي الهام عالميا وقت إطلاعي عليها منذ بداياتها ،، اي منذ سنوات قريبة مضت ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، و لا أحب أو لا يجب أن يطلق عليها ( أزمة أسعار اللحوم ) كما يتردد الآن بين أهل المهنة في مصر
و حتي يعي أو يدرك الجميع حقيقة هذه الأزمة ،، التي ألخصها هنا في السرد التالى ،،، حتي يتفرغوا بعد قراءة هذا المقال في التفكير و بشكل واقعي و جاد في كيفية ( إنتقالهم ) أو ( تعاملهم ) مع الأوضاع أو الحقبة الجديدة التي فرضت نفسها ليس في ( مصر ) أو ( المنطقة العربية ) فقط ،،،،، و لكن في ( جميع أنحاء العالم ) :-
فالأزمة بإختصار تتلخص في الآتي :-
التغير المناخي الذي ضرب ( الكرة الأرضية ) بكاملها
اثر على توقيتات ( هطول الأمطار ) ،، و بالتالي حدوث هطول أمطار في غير أوقاتها ،،،، و عدم هطول الأمطار في أوقاتها الحقيقية مع إختلاف توزيعات الأمطار في مناطق عديدة من العالم
و حدوث مناخات باردة أو متجمدة في توقيتات غير أوقاتها ،،،، و ظهور مناخات حارة في أوقات غير أوقاتها الحقيقية ، مع أيضا إختلاف توزيعات هذه المناخات المتغيرة في مناطق عديدة من العالم
كل هذا أثر و بصورة سلبية و مباشرة على ( الزراعات ) في جميع أنحاء العالم ،
فحدث تقلص و إختفاء أو تصحر لمساحات زراعية في بعض الدول
و حدوث تلف أو جفاف لمساحات شاسعة من الرقعة الزراعية في مناطق عدة من العالم
هذا إنعكس بشدة على ( المراعي ) التي تعيش عليها الحيوانات
مما أدي إلى هلاك أو نقصان ( الثروة الحيوانية ) في دول عديدة
هذا أثر بصورة سلبية و بشكل مباشر على حجم الإنتاجيات الزراعية – الحيوانية – – الغذائية ( أغذية و أعلاف و غيرها من المنتجات )
كل هذا أثر و بشكل مباشر على ( الصناعات الزراعية – و – الغذائية ) المرتبطة و التي يعتمد عليها الإنسان و الحيوان
و بالتالي ( تقلص ) المعروض من ( المواشي أو الحيوانات الحية )
هذا أدي إلى قيام الدول الغنية بالزراعة و الثروة الحيوانية بإتخاذ تدابير و إجراءات لحماية ثرواتها التي تعتمد عليها في تحقيق الإكتفاء الغذائي لها و لشعوبها علاوة على إعتبارها أحد مصادر الدخل القومي لها
فهناك كبريات الشركات العملاقة و العابرة للقارات التي تعمل في مجال ( الإنتاج الحيواني ) ،،، ذكر أحد رؤساءها التنفيذيين بمقولته الشهيرة التي أطلقها منذ سنوات بما معناه :-
اللحوم الحمراء ستصبح ( سلعة فاخرة / / Luxury Product ) في غضون سنوات قليلة ،،،،،،، لقد كنت مخطئا في بداية عملي في هذا المجال عندما أفصحت وقتها عن عدم إحترامي المطلق للبروتينات النباتية ،،،،،،،،،،،،،،،،فالأوضاع تغيرت حاليا ،،،،،، فنحن الآن في أمس أو اشد الحاجة إليها ،،،،،،،،،،،، فالعالم مقبل على تحولات حرجة أو بمعني اصح فنحن مقبلون على ( عصر جديد ) لتواجد بدائل للحوم الحمراء —– فشركتنا خصصت حصة إنتاجية كبيرة جدا في صناعات البروتين النباتي ،،،،،،،، و أمامنا مهمة ضخمة لتحقيق ذلك بالإنتقال لهذا الواقع الجديد لكي نتعايش مع هذا التحول القادم ،،،، و الذي سيتطلب بشدة وجوب ( تغيير المزاج العام لمستهلكي اللحوم الحمراء ) ،،،،، فعليهم تقبل ما هو قادم سواء قبلوا أو رفضوا .
هذه حقيقة معروفة و يتم التعامل بها و على أساسها بين أروقة كبريات الدول و الشركات الضخمة في العالم
فهناك صفقات إستحواذ ضخمة و سريعة قامت بها مجموعة شركات لحوم عملاقة في ( البرازيل ) على سبيل المثال ،، و هي دولة غنية جدا في الثروة الحيوانية و الإنتاج الحيواني في العموم ،،،،،، و ذلك على أكبر شركة ( أوروبية / هولندية ) متخصصة في إنتاج ( البروتين النباتي ) ،،،،، حتي يمكنها مواجهة ( أزمة اللحوم الحمراء ) التي ضربت العام
هذا يعني في النهاية ،،،،،،، المستقبل سيكون ( للبروتين النباتي ) قولا واحدا
و قبل أن أنهي مقالي ،،،،،،،،،،،،،،،،
أود أن أشير إلى نقطة مهمة جدا ( من منطلق الشيء بالشيء يذكر ) يجب على الجميع تداركها و بالتالي معرفة ماذا يحدث في العالم :-
البرازيل شهدت منذ فترة ما ،،،،، تأثر إنتاجياتها من محصول ( فول الصويا ) ،،،،، بنسبة 20 % ؟؟؟
فهذه كارثة كبيرة بكل المقاييس —- فالبرازيل أمبر دولة في إنتاج فول الصويا على ما أعتقد
فهذا يعني أو يشير إلى :- ( تأثر إنتاجيات و اسعار البروتين النباتي ) الذي يعتمد على ( فول الصويا ) في معظم صناعاتها .
،،،،، إنتهي المقال ،،،،، و الي أعتذر في نهايته على شرح هذه الحقيقة المؤلمة ،، و بهذا الصيغة المرتبكة و الصعبة ،،،،، و لكن هذه هي الحقيقة ،،،،،
و أختم مقالي هنا بهذه الآية الكريمة
——————————— و شكرا ———————————
و إلى لقاء لمقال آخر إنشاء الله
جيولوجي / محمد السيد أحمد
كاتب – مفكر و مطور أعمال
خبير دولي – مجال صناعات الأغلفة الطبيعية ” الأمعاء الحيوانية “
جلوب أون جروب
إسكندرية – جمهورية مصر العربية
الأربعاء : 31 – مايو – 2023
للتواصل : contact@globe-on.org