توجد صناعة عملاقة و تدار بشكل عابر للقارات ، لكونها تشكل جزء ضخم جدا مثلها مثل صناعات ( الدواء أو السلاح أو البترول ) ،،، و هي مؤثرة بشكل قوي و مباشر ، و محرك رئيسي لبعض الدول الغنية بالثروة الحيوانية تحديدا ،، و يدار أو يضخ فيها ( مليارات الدولارات ) بين جميع أنحاء العالم ،، و ذلك بشكل تكاملي سواء بصورة مباشرة و غير مباشرة ،،،
بل يطلق عليها البعض بالصناعة الترليونية ،،،،، و يطلق عليها البعض الآخر من العاملين في مجال الإقتصاد ( بالكرة السياسية ) التي يمكن لصناع القرار السياسي في هذه الدول الكبري من ( اللعب بها ) حسب الضرورة و المصلحة السياسية – الإقتصادية ،،،،،،،،،،، و إستخدامها ( كورقة ضغط قوية ) عند إجراء مفاوضات ما تتم بشكل بيني و بينهم البعض ،، و هي صناعة ( وسيطة و تحويلية ) في الأساس
و هذه الصناعة تتمتع بالمتابعات الجيدة ،، سواء على الصعيد الأكاديمي ،، أو الحكومي ،، أو المنظمات الدولية المهمة المرتبطة بالغذاء مثل ( الفاو )
و كوني مرتبط بأعماق هذه الصناعة منذ حوالي ( ثلاث عقود ) مضت و على الصعيدين ( المحلي و العالمي ) ،،،، أود أن أكتب و أنشر معلومات مهمة عن تلك الصناعة لكي يستفيد منها الجميع ،، خصوصا إنها صناعة ( غير معروفة ) بشكل كامل في مصر ،،،،،
و حتي إنها غير معروفة بشكل ( علمي – تثقيفي – صناعى ) كامل و متكامل للعاملين فيها حسب خبرتي و إحتكاكي بهم و تعاملاتي معهم بصورة مباشرة ، سواء في مصر او خارج مصر ،،، و الذين أكن لهم كل التقدير و الإحترام لإحترافيتهم و خبرتهم التصنيعية – التجارية التي تتركز و تتعامل في ( الجزء البسيط منها ) و ليس كلها ،،، و هو المتبع هنا في منطقتنا حسب ثقافتنا التصنيعية في هذا المجال
و أبدأ في هذا المقال تقديم معلومة موجزة عن علاقة هذه الصناعة بمجال الطب ( تحديدا ) ،،، للأهمية ( المعرفتية – التثقيفية ) للجميع أولا ،،،، و لتأثيرنا المباشر بهذه المعلومة ( ثانيا )
♦ يتم إستغلال ( السائل الشبه مخاطي أو جيلاتيني ) أو ما يطلق عليه ( السلاتة ) بلغة أهل الصناعة ،،،،، و الذي تتخلف عن عمليات تصنيعية أولية تسمي ( الكسح ) ،، حيث يتم كسح الأمعاء الرفيعة للأغنام و الماعز و الخنازير قبل دخولها للمراحل التصنيعية الأخري ،،،،،،،
و هذه المادة أو ( السلاتة ) ،،، هي نفسها الغذاء الذي تم تكسيره ( أثناء دورات عملية الهضم ) و تراكمه على الجدار الداخلي للأمعاء الدقيقة لتلك الحيوانات التي تتعامل معها تلك الصناعة ،،، و يتم عندها ( إمتصاصها ) عبر ( الخملات ) المنتشرة على جدران الأمعاء و تنقلها للدم الذي ينقله بدوره لبقية أجزاء الجسم لكي تنمو
و بالنسبة للسلاتة الخاصة بأمعاء الخنازير تحديدا ،،،،،، فلها أهمية إستيراتيجية و خطيرة للغاية ،،،،،، حيث يتم تعبئتها فور إستخلاصها من عمليات الكسح ، و ذلك في تنكات كما هو مبين في الصورة التالية
و هذه المادة العضوية ،،،، هي العنصر الأساسي الذي يتم تصنيعه و تحويله إلى خام / عنصر ( بيولوجي ) حيوي و مهم يسمي ( هيبارين الصوديوم – Sodium Heparin ) ،، و الذي يشكل بدوره العنصر الأساسي و اللازم لإنتاج أهم العقاقير الدوائية ، التي تعتمد عليها ( حياه ) الإنسان بشكل مباشر ،،،،، و هي الحبوب الخاصة بمنع ( تجلط الدم ) ،،،، و التي يتم إعطاءها لأي مريض فى العالم قبيل الشروع في بدء إجراء اي عملية جراحية ( مفتوحة ) و ذلك لضمان سريان دم المريض و منع تجلطه ،، سواء داخل جسم المريض ،، أو عبر جسم المريض و مرورا بالأجهزة الموصله به لزوم إجراء بعض الجراحات مثل القلب المفتوح مثلا ،،،
هذه ( المادة الخطيرة ) ،، يوجد صراع عالمي و شرس عليها يدور بين الدول الغنية بالثروة الحيوانية ،، و هذا الصراع وصل لمرحلة ( تكسير العظام ) تقودها ( شركات صناعات الدواء العملاقة و العابرة للقارات ) ، لدرجة إن بعض الشركات قامت بضخ مليارات الدولارات للإستحواذ عليها من منابعها في السلخانات العالمية العملاقة في مناطق عدة من العالم ،،،،، و لسنوات قادمة
و يمكن ترجمة أو التعرف بصورة أوضح عن ( أهمية ) تلك المادة بأنه لو كان سعر المصران الخام المسحوب من بطن ذبيحة الخنزير ،،،، دون تصنيع تساوي مثلا ( واحد يورو ) ،،،،،،،، فإن حوالي ( 90% ) من هذا السعر هو خاص فقط ( بتلك المادة ) الموجودة بداخله ،،،،، أما القيمة الباقية ( 10% ) ،، فهي تذهب لسعر ( النسيج أو الغشاء الجلدي ) فقط لهذه الأمعاء الرفيعة فقط
و في السنوات الأخيرة ،، قامت ( الصين ) بغزو تلك الصناعة ، ( و هي بالمناسبة دولة غنية جدا بحيوانات الخنازير و غيره من الحيوانات )،،، و ( التفطن ) لأهمية تلك المادة الحيوية ،،،، و قادت ( العالم ) بعدها ، حيث تحولت شركات تصنيع الأمعاء الحيوانية هناك من مجرد ( شركات موردة ) لهذه المادة الهامة لشركات الدواء في أوروبا و أمريكا ،،،،،، إلى ( شركات مصنعة ) لعنصر أو مادة هيارين الصوديوم نفسها ،، و التي اصبحت بعدها و حاليا ضمن المنتجات الحيوية و الأساسية التي يتم تصديرها بجانب منتج الأمعاء ذاته ،،،، حيث يتم تصدير هذه المادة في عبوات خاصة كما هو مبين في الصور التالية التي تبين الشكل العام لهذا العنصر ( هيبارين الصوديوم ) أيضا :-
♦♦ و تطورت صناعة الأمعاء الحيوانية و أسهمت بشكل أوسع في المجال ( الدوائي – الطبي ) ،،،،
و منذ سنوات ،، كتن يتم تصنيع كافة أنواع ( خيوط الجراحة – Surgical Sutures ) الطبيعية ، و التي تمتص داخل الجسم ،،،، و ذلك من الأمعاء الرفيعة للأغنام ، و الماعز ،،،،،
ثم تطورت بعدها إلى الإستعانة بأمعاء ( الأبقار ) ،،، حيث يتم شقها طوليا ( إلى شرائط رفيعة ) بطرق معينة و بإستخدام تقنيات متقدمة جدا مكلفة للغاية
و لكن ،، و منذ سنوات قريبة جدا ،،،،،، أخذت صناعات ( خيوط الجراحة ) طريق آخر في تصنيع منتجاتها الحيوية حيث قامت ( بالإستغناء ) تماما عن ( الأمعاء الطبيعية ) لأي نوع من الحيوانات المرتبطة ،،، و ذلك بسبب التحديات الحرجة التي واجهت و مازالت تواجه ( صناعات الأغلفة الطبيعية / الأمعاء الحيوانية ) ،، و بدأوا و بعد أبحاث طويلة و معقدة في تصنيع و إنتاج أنواع أخري تعتمد على ( خامات بديلة ) ،، حازت على موافقات السلطات المعنية و الصحة العالمية في جميع أنحاء العالم
و بالتالي ،،،، لم يعد لصناعة ( الأمعاء الحيوانية ) أدني علاقة حاليا و مستقبلا ،،، بصناعات ( خيوط الجراحة )
———————————————— تمت ————————————————
و شكرا لمتابعتكم
بقلم :-
جيولوجي / محمد السيد صرصار
رائد أعمال
خبير دولي / مطور تنمية صناعات ” الأغلفة الطبيعية / الأمعاء الحيوانية “
عنوان التواصل
masareen@globe-on.org